Pages
page_0001
.العدد السابع البلاغ الاسبوعي الثمن ١٠ مليمات نجيب هواوني
مصر القديمة وعظمتها
أقرأ امبراور روما (صفحة ٢٣) يقف امامها خاضعا مترهشا ويؤدي لها واجب الاعجاب
(الامبراطور هدريانوس أمام ممنون يتسمع أنغامه)
الآن فقط يحاول العلم أن يفسر ما كان الكهان المصريون يفعلونه
(صورة تمثل الطريقة التي كان كهان المصريين القدماء يعمدون اليها لاحداث الانغام في المعابد)
٧ يناير سنة ١٩٢٧ (مطبعة البلاغ)
page_0002
العدد ٧ ــ الجمعة ٣ رجب سنة ١٣٤٥ (الثمن ١٠ مليمات) ٧ يناير سنة ١٩٢٧ (السنة الاولى)
صاحب الجريدة ورئيس تحريرها المسئول الاشتراكات عبد القادر حمزه البلاغ الاسبوعي ٦٠ قرشا عن سنة داخل القطر الادارة بشارع الشريفين رقم ٧ ١٠٠ قرش عن سنة خارج القطر تليفون رقم ٥٣ ــ ٦١ الاعلانات يتفق عليها مع ادارة الجريدة
مصر والطيران هل تجدد الآن ما كان في سنة ١٨٥٤
فوجئت مصر في هذه الايام بان صارت مركزا للمواصلات الجوية بين اوروبا وآسيا. وستكون
page_0003
(البلاغ الأسبوعي في يوم الجمعة ٧ يناير ١٩٢٧) ٣
في البادية أو زيارة للحدود الغربية بقلم عبد الرحمن أفندي عزام العضو بمجلس النواب صورة (عبد الرحمن عزام)
زار النائبان المحترم عبد الرحمن أفندي عزام ومحمد صالح أفندي حرب حدود مصر الغربية في الصيف الماضي فرأيا رأي العين المواقع التي تناولها الاتفاق بين مصر وإيطاليا ودراسا العربان التابعين لمصر في هذه الجهات. فطلبنا من صديقنا عبد الرحمن عزام أن يكتب لقراء " البلاغ الأسبوعي" كلمة يطلعهم بها على نتيجة هذه الزيارة الدرس فأجاب طلبنا وأرسل إلينا هذه الكلمة قضيت ظروف الحرب العامة أن يجد كثير من الناس أنفسهم في نواح من الأرض لم تخطر لهم ببال فكم من أهل أوروبا من وجد نفسه بين حادثة وآثرها في مجاهل سيبيريا وصحراء منغوليا ولم يشأ القدر الذي نثر الناس ذات اليمين وذات الشمال أن يطوح بي إلى أبعد من حدود ليبيا بين الاسكندرية الزهراء وتونس الخضراء. في سبع سنين كاملة قضيت هذه الإرادة أن الأمس البيداء في خصبها وجدبها، في نعيمها وبؤسها، في وعرها وسهلها، وأن أرد حلوها ومرها واشهد أخضرها ويابسها، أقضي الشهور على ظهور العيس والخيل تارة يهدينا القمر وأخرى يسامرنا النجم وغيرها يكسونا الظلام ونحن نتقلب في أيامها بين هجير القيلولة وزمهرير اعقاب الليل في قاحل السهول ووعر الثنايا. انقضت تلك وما كنت أظن أن أثرها سيبقى وأن ذكرى حلوها وذكرى مرها شهيتان على السواء. تأسست اذن صداقة تاريخية بيني وبين البادية وأهلها هي التي دفعتني في خريف هذا العام لتكرار الزيارة للقسم الغربي من بادية مصرنا المحبوبة. وإنني لأشعر بحاجة مواطني الى مثل هذه الصداقة وتلك الزيارة فنحن مهما تنكرت الأيام لانزال نحمل للبادية حباً موروثاً يجري كميناً مع الذرة الي منشأ آبائنا الاولين. ففي البيداء لن يكون أحدنا أجنبياً الا بقدر الوقت اللازم لنزع لفائف المدنية والتجرد من تكاليف الحضارة. عندئذ سنجد أنفسنا ولن نجد غريباً. فطرة الله التي فطر للناس عليها لا تبديل لخلق الله. سنلقى الحقيقة حاسرة في الوسط الذي لم تمسسه يد بخير ولا بشر في البيداء لن نجد العيش الذي نعرفه والأدب الذي نصطنعه ولا مظهرا مما شببنا عبيداً له ولن يكون "بلاغ" ولا "كوكب" ولا "سياسة" وإنما بلاغة الصمت تحت كواكب الفلك تحدوها سياسة المبدع الأول. هنالك يصل العلم إلينا وحيا ونلهم الحقيقة الهاما. وسندرك إذن ما تحملنا المدنية من اوزار وتكاليف. سنفرق بين ما هو طبيعي وضروري وبين ما كان فضلة ولهوا. وعندئذ تفيض علينا بركات الشجاعة ويكسونا وقار الاباء وسنرى في الفقر والموت حادثاً طبيعياً لا تصطك له الفرائض فإن بطولة الزهد تحل في نفوسنا محل نذالة الجشع وذلة الترف. سنرى الدنيا كما كانت حاسرة جردت من اثواب الرياء وازواق النفاق وأحمال التكمل والتصنع. سنلامس الحقيقة المجردة. تلك إذن رياضة فكرية نحن في أشد الحاجة إليها ولا أرى أحدا في حاجة التذكير بما في البادية من رياضة جسمانية، ذهبنا إلى الصحراء أنا وصديقي القائمقام محمد صالح بك عضو مجلس النواب وكنا نتمنى أن تتاح لنا هذه الرياضة غير ان الزمان قصر بنا وصوت السياسة يستحثنا فكنا نفكر دائماً في الجناح الهضيم فإن وادي النيل يبدو لكل ناظر إلى خريطته طيراً قلبه الدلتا وجناحاه بادية سينا وبادية أولاد علي. وهذا الشكل الجغرافي ينطبق على حقيقة عسكرية وسياسية ولو أن طيراً ينهض لنهضت مصر بغير جناحها الغربي. لقد كان قلبنا ينبض وجلا منذ شرع زيور باشا وزملاؤه يتناولون باستخفاف مسألة حدودنا الغربية فإن الأيام التي فجأت مصر باختلال أقعدها عن الشعور بالمسئولية الملقاة على القومية المصرية لم تلبث أن اخرجت على جناحنا الغربي دولة فتية قد يكون مستقبل البحر المتوسط بين أيديها. تنبهت القومية المصرية لمكانها تحت الشمس فأخذت تفكر فيما يصون استقلالها فوثب رجال الى الحكم لا يعتقدون أن مصر المستقلة في حكم الأمور الممكنة فتنازلوا مسألة جناحنا الغربي كطفل عبث بعصفور فكسره. ولم يفكروا
في أن اقتصاص جغبوب قد يقعد مصر الناهضة ثم ليتهم صارحوا البلاد بعبثهم. بل أرادوا أن يخدعوها فاخرجوا بئر الرملة تفيض في الشمال ما غارت به عيون الجغبوب في الجنوب واخذوا هذا بديلا عن ذلك ولقد بينت فيما نشرت عن الجغبوب في السنتين الماضيتين وما جاد به الكتاب الكثيرون عظم موقع جغبوب الاستراتيجيكي، والآن اكتفى في هذه العجالة ببيان زيارتنا لبئر الرملة وأترك للقارئ أن يقدر بنفسه ------------------------------------- (الباقية على صفحة ١١)
page_0004
٤ البلاغ الأسبوعي في يوم الجمعة ٧ يناير ١٩٢٧
القضاة في الولايات المتحدة
للقضاء في الولايات المتحدة بأمريكا خواص ليست لغيره في الدول الأخرى ولذلك يصح أن نفرد له هذا البحث والولايات المتحدة كما يعرف الجميع هو يفهم من اسمها عبارة عن "دولة تعاهدية" مكونة من ولايات ذات استقلال ناقص، وترى الدولة في مجموعها هي صاحبة الاستقلال التام ولكن ذلك لا يمنع كل ولاية من أن تكون لها حقوق "شخصية" تجعل مركزها القانوني اكبر من مركز القطر ولكنها لا تصل بها إلى مرتبة الاستقلال الكامل. وثمة سلطات موزعة بين الدولة في مجموعها وبين الولايات المختلفة ومن ذلك تجد المحاكم الأمريكية تنقسم إلى محاكم الاتحاد "العمومية" والمحاكم الولايات وتختص هذه الأخيرة بالمنازعات المدنية والجنائية وتطبق كل منها قوانين الولاية التي هي فيها، ولكن بشرط ألا تتصادم هذه القوانين مع قانون عام للدولة كلها ففي هذه الحالة تكون المحاكم العامة هي المختصة. ولكل ولاية محاكم عليا ودنيا وكذلك في الدولة وليس الغرض هنا أن نتبن أنواع الاختصاص الذي للمحاكم وإنما نقصد القضاة الأمريكيين أنفسهم.
وبينما القضاة في مصر موظفون يعينون في العادة مساعدين في النيابة في مبدأ الأمر ثم يأخذون في الترقي حتى يبلغوا مناصب القضاة، نرى القضاة في الولايات المتحدة يختارون من المحامين بواسطة الانتخابات في معظم الأحوال وبطريقة التعيين في أقلها. وقد حدثت انتخابات قضائية في الزمن الأخير ولنضرب مثلا من أحوالها لنبين طريقة انتخاب القضاة هنالك. ونأخذه من جريدة "نيويورك تيمس" الصادرة في ١٥ أكتوبر الماضي، ففيها انه محاميا كبيرا رشح نفسه لكي ينتخب قاضيا والقائم بالدعوة
له أستاذ للحقوق في الجامعة، وقد اجتمع إلى ميعاد الانتخاب القضائي ميعاد الانتخابات العامة للبرلمان ولذا ترى هذا الأستاذ يشكو في تلك الجريدة عدم اهتمام الجمهور بانتخاب القضاء على عظم أهمية ولننظر إلى الصفات التي يحسبها ذلك الأستاذ مؤهلة لمركز القضاء ويجدها في مرشحه وقد عدها في مقالة وهي الصبر والحلم والعلم وصحة الحكم على الأشياء ومعرفة التشريع الدولي بجانب التشريع الأمريكي وخلق القضاء الغريزي وقد اجتمع إليه مظهر يكسب صاحبه الثقة ـويقول الأستاذ أن هذه الصفحة الأخيرة لازمة للقاضي وإن كانت الأحزاب لا تعيرها جانبا في الترشيح. ولنذكر بهذه المناسبة أنه في الانتخابات العامة لمقاعد البرلمان ولمراكز حكام الولايات يكثر أن الأحزاب ترشح قضاة لهذه المراكز والمقاعد ولذا ترى أنه كثير من الشيوخ أو الحكام كانوا قضاة من قبل. ولكن قل أن ترى قضاة يعودون محامين بعد انتهاء مدة منصبهم مدة منصبهم. وتختلف باختلاف الولايات المدة التي يمكثها القاضي في منصبه الذي انتخب له أوعين فيه، وقد تكون هذه المدة محدودة مثل مدة النيابة للنائب أو قد تكون لمدى الحياة أو قد يدوم المنصب ما دام سلوك صاحبه حسنا.. فأما قضاة المحكمة العليا لاتحاد الولايات الذين يعينهم رئيس الجمهورية بموافقة مجلس الشيوخ فهم يبقون في مناصبهم "ما دام مسلكهم حسناً" ولكن خول لهم أن يستريحوا من عناء العمل مع استمرار صرف مرتباتهم كاملة إليهم، إذا بلغوا السبعين من عمرهم أو إذا كانوا قد قضوا في مناصبهم عشر سنوات. وعدد هؤلاء القضاة تسعة فقط وذلك لضيق اختصاص تلك المحكمة العليا. ورئيس هذه المحكمة في الوقت الحاضر هو المستر تافت الذي كان رئيس الجمهورية سابقاً -وفي هذا دلالة على عظم ذلك المركز،
ويساعد الرئيس ثمانية قضاة وهم في الوقت نفسه رؤساء الدوائر التسع التي تنقسم إليها المحكمة العليا. ويبدو علو مراكزهم جميعاً من المرتبات الضخمة المقدرة لهم، فبينما ينال الوزير في الولايات المتحدة مرتباً سنوياً قدره اثنا عشر ألفا من الريالات ترى مرتب أحد القضاة ١٤٥٠٠ ريال في السنة ومرتب رئيسهم ١٥٠٠٠ ريال وقد يصل مرتب رئيس المحكمة العليا في إحدى الولايات إلى ١٧٥٠٠ريال! وفي كثير من الولايات ـكما في الدولةـ يعين الحاكم رئيس المحكمة العليا بموافقة مجلس الشيوخ في الولاية. اما قضاة المحاكم الدنيا وقضاة البوليس فقد يهبط مرتب أحدهم إلى ٢٥٠٠ ريال في العام. وقد أشرنا إلى المكانة السامية التي للمحكمة العليا للاتحاد في واشنجتن، ويظهر قدر هذه المكانة أيضا في جلساتها ولاسيما الجلسة الأولى التي تعقدها فتفتتح بها انعقادها كل عام، ففيها يحضر وزير الحقانية مع عدد من كبار الموظفين العاملين وعدد من الساسة. وقد افتتح دور الانعقاد الحالي تحت رئاسة المستر تافت بحضور وزير الحقانية ووكيل الحقانية (بل وكيلتها لأن إحدى السيدات تشغل هذا المنصب الآن) والنائب العمومي وعدد من الوزراء السابقين. ودخل المستر تافت وزملاؤه الثمانية في موكب فخم قاعة المحكمة. وفي يوم الافتتاح هذا يزور رئيس المحكمة وزملاؤه رئيس الجمهورية بعد الظهر "ليقدموا له احترامهم" كما يقضي الاصطلاح هناك بذلك. والصحف الامريكية تعني أكبر عناية بالمحاكم وما تصدره من الأحكام وتذكرها في امكنة ظاهرة وتصف المحاكمة تفصيلا وكثيراً ما تنتقد القاضي بهذه المناسبة وتحمل على حكم قضى به.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أحيل ساع من سعاة البريد في إنجلترا إلى المعاش ومنح الميدالية المعروفة باسم ميدالية الخدمة الإمبراطورية. وقد حسب فوجد انه مشى ١٠٦٦٠٠ ميل مدة خدمته وقدرها ٢٧ سنة
page_0005
(البلاغ الأسبوعي في يوم الجمعة ٧ يناير ١٩٢٧) ٥
الفكرة لقد حبب إليّ الكلام عن الفكرة إنني رأيتها تخلد في الحياة ويفنى ما سواها. ورأيتها تبجل وتذكر وينسى ما دونها ويقبر. ورأيت أن الإنسان بغير الفكرة ظل زائل وآلة لا تلبث أن تفسد فتهمل فتفنى مادتها ويرخى عليها ذيل النسيان. وأما إنسان بفكرته فيخلد في الحياة ما دام في الحياة مفكر إذ الفكرة هي الحياة ولا حياة لغير الفكرة ولست أعني بالفكرة التي تكسب صاحبها الخلود تلك الفكرة الضالة العقيمة ولا تلك الفكرة العادية البسيطة التي تميز الإنسان بعض الشيء عن الحيوان. وإنما أعني بها تلك الفكرة الحية الصميمة التي تتمثل فيها قوة الطبيعة وروح الحياة. تلك التي ترى ظواهر الأشياء على اختلاف أنواعها فتصورها وتبحث في أجزائها ودقائقها وتلم بحقيقتها وكنهها ثم تتعرف عللها وعلاقة بعضها ببعض. كما لست أقصد بالرجل الخالد في الحياة ذلك الذي تهديه فكرته الى الحقيقة ثم يحول دون اظهارها ضعف نفسه وقلة إرادته. وإنما أقصد به ذلك الشجاع القوي الذي يصدع برأيه ويجهد بفكرته ولا يرضخ إلى إلا للحقيقة ولا يطيع إلا أوامر الحق. فهذا الرجل وتلك الفكرة هما أكبر مظاهر الإنسانية فيهما يرى المفكر أن على الأرض عظمة تسمو بمقاصدها إلى الكمال
وأن الإنسان وحده دون سائر المخلوقات هو القيم على تمثيل هذه العظمة عن طريق الفكرة الصميمة التي يتركها بعده تجري إلى الابد كأنها مجرى ماء عذب وتروي زرعاً في النفوس أوشك أن يجف عوده ويذبل زهره فيورق من جديد ويعود وقد استغلظ فاستوي على سوقه فأثمر وزكا نبته وأنبت من كل زوج بهيج. فكأن الرجل المفكر لا تقتصر فائدته على نفسه أو على الوسط الذي يعيش فيه وإنما تتسرب منه إلى أجيال تأتي بعده وتخلد اسمه وانا يمكنا أن نعرف قيمة صاحب الفكرة إذا علمنا أن كل الخيرات التي تعود على أمة من جراء فرد أو جماعة أنما هي نتيجة الفكرة الحية وليست نتيجة المادة الفانية. فما كشف كولمبس النقاب عن أمريكا إلا بعد أن هداه فكرة إلى وجودها. وما أظهر نيوتن مخترعاته إلا بعد أن كون لنفسه فكرة حية ترى الأشياء على حقيقتها. وما أخرج روفائيل عجائب فنه إلا بعد أن تصور في فكرة كل ما تركه وراءه من عجائب الفن. بل ما خلد اسم شكسبير إلا فكرة صحيحة جعلت العالم يمكث إلى النهاية يردد اسم شكسبير وجعلت شكسبير يظل إلى الأبد يخاطب العالم. وأما المادة فلا يمكن أن تقارنها بالفكرة
إذ هي تفني وقفني (تفنى) رجالها. والتاريخ شاهد على ذلك فارجع البصر أيها القارئ الكريم إلى صفحاته وقلبها هل ترى من مظاهر المادة من أثر؟ أم هل ترى لهذه الألفاظ الضخمة من أسماء القياصرة والجبابرة والملوك والقواد من معنى في الحياة؟ هذا مترنيخ أمير الرجعية وشيخ العتاه ماذا بقي من أثره في النمسا؟ اسم عظيم ولا أثر في سجل العظمة. وهذا لويس الرابع عشر صاحب الملك الضخم والصرح العظيم لم يمض على فرنسا بعده خمسون سنة حتى تهدم صرحه وانهار بنيانه. وهذا بسمارك داهية ألمانيا هل بقي لألمانيا شيء من أعماله الآن ولم يمض على موته 30 سنة؟ ذلك لأن هؤلاء الرجال كانوا يعنون بقوة أشخاصهم لا بقوة الحياة الخالدة الماثلة في الفكرة الصميمة التي تحكم العالم في مختلف عصوره وأجياله ونظروا إلى المادة فاذا المادة هباء تذروه الرياح في بلاقع السديم. وأما شيشرون وفيثاغورس وروسو وشكسبير وهوميروس ونيوتن وروفائيل وغيرهم من الذين كونوا لنفسهم فكرة حية خالدة فكانوا يختزنون في خزائن عقلهم قوة الفكرة فلما فنيت مادتهم تقمصت منها تلك القوة وأخذت تسطع بضوئها على هذا العالم لتهديه إلى سبل الرشاد. عبد المنصف عيسوي حقوقي بالجامعة المصرية
صورة إلى اليمين المستر جون براوننج الأمريكي الذي اخترع مسدس براوننج المعروف وقد توفى حديثاً
صورة إلى اليسار انتشر التلفون اللاسلكي في أوروبا انتشارا غريبا وصار يستعمل في منازل الأغنياء والفقراء على السواء وفي القهوات والأندية ومحل الاجتماع ولقد تقدم انتشاره خطوة أخرى باستعماله في القطارات والنمسا هي أول حكومة اتخذته لهذا الغرض وقد أدخلته أولا في قطار الاكسبريس الذي يسافر من فينا إلى أمستردام عاصمة هولنده وخصصت له في كل عربة من القطار بعض صالونات يدخلها من يريد من المسافرين فيسمع الموسيقى والخطب والبيانات التي تأتي من فينا أو ميونخ