Pages
page_0006
This page is not transcribed, please help transcribe this page
page_0007
This page is not transcribed, please help transcribe this page
page_0008
٨ (البلاغ الأسبوعي في يوم الجمعة ٧ يناير ١٩٢٧)
المسارح والتمثيل سارة برنار Sarah Bernhardt لمندوبنا الفني
تعد ساره برنار بحق أسطع نجم تألق في سماء المسرح. وان لاسمها من الذيوع والشهرة ما يعادل أنبل الأسماء وأعلاها في ذروة المجد والخلود. ومن الغريب أنها كانت تعتزم حياة الرهبنة فدخلت مدرسة الراهبات في فرساي لهذا الغرض ولولا نصيحة الدوق دي مورفي لأهلها بإدخالها (الكنسرفتوار) ومن ثم باحتراف التمثيل لما كانت ساره الممثلة والفنية الخالدة الذكر. ولدت سارة في باريس سنة ١٨٤٤ ودخلت الكنسرفتوار وسنها خمسة عشر عاماً وأتمت دروسها سنة ١٨٦٢ فأخذها مسيو تييري مدير الكوميدي فرانسيز تحت رعايته ثم تنقلت في عدة مسارح ولكنها عادت بعد ذلك إلى الكوميدي فرانسيز فقضت فيها ثماني سنوات حتى عام ١٨٨٠ ثم عادت مرة اخرى إلى التنقل في مسارح باريس. وفي عام ١٨٩٨ أخذت مسرح (دي ناسيون) فسمته باسمها ومثلت فيه رواياتها واخرجت غيرها ورحلت رحلات تمثيلية متعددة في أمريكا واصطحبت في إحداها كوكلان الكبير ورحلت رحلات أخرى إلى روسيا وإنجلترا ومصر. أما أدوارها التي اشتهرت بها فكثيرة منها فيدر (لراسين) وفيدورا وتوسكا (لساردو) وهملت وغادة الكاميليا وكليوباترا وجان دارك ثم النسر الصغير (لادمون رستان) ولورنزتشو
(صورة – سارة برنار في فيدر لراسين)
(لألفرد دي موسيه). ولم تكن موهبتها مقتصرة على التمثيل فقد الفت للمسرح رواية (ادرين لو كفرير) وكانت حفارة ماهرة صنعت بيدها تمثالا لساردو وعرف عنها أنها دقيقة في التصوير بالألوان ولها عدا ذلك قصص روائية عديدة. وكانت تقوم بكل مهمة إخراج الروايات فتعلم الممثلين وتلاحظ المناظر والملابس والأنوار وكل ما يتعلق بذلك وتقضي في هذا أكثر ساعات يومها فإذا حل المساء كان عليها أن تظهر على المسرح للجماهير العديدة التي تترقب طلعتها وتهتف وتصفق لها بقوة وحرارة. وقد تعود إلى منزلها في الساعة الثالثة صباحا بعد أن تكون اعدت كل شيء لعمل الغد فتجد مؤلفا ينتظرها ليقرأ لها رواية جديدة فلا تنام الا والشمس قد ملأت الأرجاء. ولقد دعاها الامبراطور نابليون الثالث لتمثل في قصر التويلري رواية (المار) في الحفلة التي أقامها اكراما لملكة هولندا. وان من يقرأ الكلمة التي كتبتها سارة عن هذه الحفلة ليستغرق في الضحك من السذاجة والروح الفكهة الحلوة التي كانت لهذه الفنانة النابغة إذ قالت: "تركوني في بهو صغير ريثما يخبرون جلالة الإمبراطور بوصولي وكانت في صحبتي مدام جيرار فأخذت أتمرن امامها على الانحناء واسألها بصوت مرتفع عن رأيها. وبينما أنا أسألها سمعت ضحكة قصيرة فنظرت خلفي وإذا بالإمبراطور يصفق لي ويبتسم وفي الحال عراني الخجل ولكن الإمبراطور لاطفني اصطحبني إلى حيث وجلست الإمبراطورة اوجيني" وقد اختارنا خمس صور لسارة من مجموعة صورها العديدة فالأولى تمثلها في رواية فيدر لراسين والثانية والثالثة في هملت والنسر الصغير وقد فضلنا هذين الدورين لأنها كانت تحبهما كثيراً وكتبت عنهما كلمة طويلة بعنوان "لماذا مثلت بعض أدوار الرجال" تقول: "ان سبب ألم هملت والنسر الصغير أم غير جديرة بالأمومة والمواقف امامها في الحالتين واحد. وهو في شاكسبير مفزع في حقيقته وتوحشه، أما في رواية روستان فآداب العصر ولياقاته جعلت الموقف هادئاً سلساً وأن كان الألم لم يتغير. ولقد أحببت بولع هاتين الشخصيتين. ان أفكارهما مملؤة بالشكوك والوساوس وقلبهما ينبضان بقوة وبلا راحة عدا عذابات الذكرى
page_0009
(صورة أسفل اليسار) جمال وتفكير ..!!(البلاغ الأسبوعي في يوم الجمعة ٧ يناير ١٩٢٧) ٩
(صورة أعلى اليمين) ساره برنار في دور هملت (صورة أسفل اليمين) ساره برنار في دور النسر الصغير
التي تتراءى لهما. فهما شبحان تمتزج فيهما الحياة بالموت واليأس بالرجاء ولذلك تكون شخصيتهما أقرب إلى الحقيقة إذا مثلتهما امرأة. وهذا ما حببهما لي" أما الصورتان الأخيرتان فتمثلان ساره في أجمل مواقفها وأبدعها. وأنها لتعتقد أن فن المسرح فن النساء لأنه -كما تقول هي – يحتوي على كل ما في المرأة من غريزة. أولا لغرامها في أن يعجب الناس بها. وثانياً لسهولة ابراز عواطفها واخفاء عيوبها. وثالثاً لما في المسرح من المحاكاة والتقليد وهما الخلق الأساسي في المرأة التي لها في هذا الفن فرصة نادرة للتفوق على الرجل وخاصة لأن مظهرها الخارجي وشكلها يغريان الجمهور ويرضيانه أكثر من مظهر الرجل وشكله" وهذا ما تقوله سارة برنار عن الفن المسرحي وانه لرأي يحتاج إلى الكثير من الفحص والتمعن.
(صورة أعلى اليسار) دمعة اليأس والألم (صورة أسفل اليسار) جمال وتفكير ..!!
page_0010
This page is not transcribed, please help transcribe this page