page_0004

OverviewTranscribeVersionsHelp

Facsimile

Transcription

Status: Complete

٤ البلاغ الأسبوعي في يوم الجمعة ٧ يناير ١٩٢٧

القضاة في الولايات المتحدة

للقضاء في الولايات المتحدة بأمريكا خواص ليست لغيره في الدول الأخرى ولذلك يصح أن نفرد له هذا البحث والولايات المتحدة كما يعرف الجميع ‏هو يفهم من اسمها عبارة عن "دولة تعاهدية" مكونة من ولايات ذات استقلال ناقص، ‏وترى الدولة في مجموعها هي صاحبة الاستقلال التام ولكن ذلك لا يمنع كل ولاية من أن تكون لها حقوق "شخصية" ‏تجعل مركزها القانوني اكبر من مركز القطر ولكنها لا تصل بها إلى مرتبة الاستقلال الكامل. وثمة سلطات موزعة بين الدولة في مجموعها وبين الولايات المختلفة ‏ومن ذلك تجد المحاكم الأمريكية تنقسم إلى محاكم الاتحاد "العمومية" والمحاكم الولايات وتختص هذه الأخيرة بالمنازعات المدنية والجنائية وتطبق كل منها قوانين الولاية التي هي فيها، ‏ولكن بشرط ألا تتصادم هذه القوانين مع قانون عام للدولة كلها ففي هذه الحالة تكون المحاكم العامة هي المختصة. ولكل ولاية محاكم عليا ودنيا وكذلك في الدولة وليس الغرض هنا أن نتبن أنواع الاختصاص الذي للمحاكم وإنما نقصد القضاة الأمريكيين أنفسهم.

وبينما القضاة في مصر موظفون يعينون في العادة مساعدين في النيابة في مبدأ الأمر ثم يأخذون في الترقي حتى يبلغوا مناصب القضاة، نرى القضاة في الولايات المتحدة يختارون من المحامين بواسطة الانتخابات في ‏معظم الأحوال وبطريقة التعيين في أقلها. وقد حدثت انتخابات قضائية في الزمن الأخير ولنضرب مثلا من أحوالها لنبين طريقة انتخاب القضاة هنالك. ‏ونأخذه من جريدة "‏نيويورك تيمس" ‏الصادرة في ١٥ أكتوبر الماضي، ففيها انه محاميا كبيرا رشح نفسه لكي ينتخب قاضيا والقائم بالدعوة

‏له أستاذ للحقوق في الجامعة، وقد اجتمع إلى ميعاد الانتخاب القضائي ميعاد الانتخابات العامة للبرلمان ولذا ترى هذا الأستاذ يشكو في تلك الجريدة ‏ ‏عدم اهتمام الجمهور بانتخاب القضاء على عظم أهمية ولننظر إلى الصفات التي يحسبها ذلك الأستاذ مؤهلة لمركز القضاء ويجدها في مرشحه وقد عدها في مقالة وهي ‏الصبر والحلم والعلم وصحة الحكم على الأشياء ومعرفة التشريع الدولي بجانب التشريع الأمريكي وخلق القضاء ‏الغريزي وقد اجتمع إليه مظهر يكسب صاحبه الثقة ـويقول الأستاذ أن هذه الصفحة الأخيرة لازمة للقاضي وإن كانت الأحزاب لا تعيرها جانبا في الترشيح. ‏ولنذكر بهذه المناسبة أنه في الانتخابات العامة لمقاعد البرلمان ولمراكز حكام الولايات يكثر أن الأحزاب ترشح قضاة لهذه المراكز والمقاعد ‏ولذا ترى أنه كثير من الشيوخ أو الحكام كانوا قضاة من قبل. ولكن قل أن ترى قضاة يعودون محامين بعد انتهاء مدة منصبهم مدة منصبهم.
‏وتختلف باختلاف الولايات المدة التي يمكثها القاضي في منصبه الذي انتخب له أوعين فيه، ‏وقد تكون هذه المدة محدودة مثل مدة النيابة للنائب أو قد تكون لمدى الحياة أو قد يدوم المنصب ما دام سلوك صاحبه حسنا.. ‏فأما قضاة المحكمة العليا لاتحاد الولايات الذين يعينهم رئيس الجمهورية بموافقة مجلس الشيوخ فهم يبقون في مناصبهم "ما دام مسلكهم حسناً" ‏ولكن خول لهم أن يستريحوا من عناء العمل مع استمرار صرف مرتباتهم كاملة إليهم، إذا بلغوا السبعين من عمرهم أو إذا كانوا قد قضوا ‏في مناصبهم عشر سنوات. وعدد هؤلاء القضاة تسعة فقط وذلك لضيق اختصاص تلك المحكمة العليا. ‏ورئيس هذه المحكمة في الوقت الحاضر هو المستر تافت الذي كان رئيس الجمهورية سابقاً -وفي هذا دلالة على عظم ذلك المركز، ‏

ويساعد الرئيس ثمانية قضاة وهم في الوقت نفسه رؤساء الدوائر التسع التي تنقسم إليها المحكمة العليا. ‏ويبدو علو مراكزهم جميعاً من المرتبات الضخمة المقدرة لهم، فبينما ينال الوزير في الولايات المتحدة مرتباً سنوياً قدره اثنا عشر ألفا من الريالات ‏ترى مرتب أحد القضاة ١٤٥٠٠ ريال في السنة ومرتب رئيسهم ١٥٠٠٠ ريال وقد يصل مرتب رئيس المحكمة العليا في إحدى الولايات إلى ١٧٥٠٠ريال!
‏وفي كثير من الولايات ـكما في الدولةـ يعين الحاكم رئيس المحكمة العليا بموافقة مجلس الشيوخ في الولاية. ‏اما قضاة المحاكم الدنيا وقضاة البوليس فقد يهبط مرتب أحدهم إلى ٢٥٠٠ ريال في العام.
‏وقد أشرنا إلى المكانة السامية التي للمحكمة العليا للاتحاد في واشنجتن، ويظهر قدر هذه المكانة أيضا في جلساتها ولاسيما الجلسة الأولى التي تعقدها فتفتتح بها انعقادها كل عام، ففيها يحضر وزير الحقانية مع عدد من كبار الموظفين العاملين وعدد من الساسة. ‏وقد افتتح دور الانعقاد الحالي تحت رئاسة المستر تافت بحضور وزير الحقانية ووكيل الحقانية (بل وكيلتها لأن إحدى السيدات تشغل هذا المنصب الآن) ‏والنائب العمومي وعدد من الوزراء السابقين. ودخل المستر تافت وزملاؤه الثمانية في موكب فخم قاعة المحكمة. ‏وفي يوم الافتتاح هذا يزور رئيس المحكمة وزملاؤه رئيس الجمهورية بعد الظهر "ليقدموا له احترامهم" كما يقضي الاصطلاح هناك بذلك. ‏والصحف الامريكية تعني أكبر عناية بالمحاكم وما تصدره من الأحكام وتذكرها ‏في امكنة ظاهرة وتصف المحاكمة تفصيلا وكثيراً ما تنتقد القاضي بهذه المناسبة وتحمل على حكم قضى به..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
‏أحيل ساع من سعاة البريد في إنجلترا إلى المعاش ومنح الميدالية المعروفة باسم ميدالية الخدمة الإمبراطورية. ‏وقد حسب فوجد انه مشى ١٠٦٦٠٠ ميل مدة خدمته وقدرها ٢٧ سنة

Notes and Questions

Nobody has written a note for this page yet

Please sign in to write a note for this page