page_0004
Here you can see all page revisions and compare the changes have been made in each revision. Left column shows the page title and transcription in the selected revision, right column shows what have been changed. Unchanged text is highlighted in white, deleted text is highlighted in red, and inserted text is highlighted in green color.
12 revisions | Wael Khattab at Aug 22, 2023 06:12 PM | |
---|---|---|
page_0004٤ (البلاغ الاسبوعى فى يوم الجمعة ١٤يناير سنة ١٩٢٧) جامع في برلين جامع شيدته الحكومة الألمانية على نفقاتها في برلين تتودد الدول الغربية إلى المسلمين في أنحاء الأرض، ولا يغريها ضعفهم الحاضر ووقوع أكثر بلادهم تحت الاستعمار الغربي بأي شكل من أشكاله، لا يغريها ذلك بأن تستهين بشأنهم وتحسبهم كمية مهملة. ولقد زاد هذا التودد منذ الحرب العالمية خاصة، إذا أبلى المسلمون فيها بلاء حسناً وبرهنوا على أنهم قوة عظيمة سواء كانوا في جانب الحلفاء أو في جانب أعدائهم. ثم زادت مكانتهم بعد الحرب حين استيقظ الشعور الوطني في كافة الأقطار الإسلامية نهض المسلمون يطلبون حقوقهم المهضوم ويسعون إلى تبوأ مكانتهم اللائقة بهم وبحضارتهم وتاريخهم بين شعوب العالم. وإذا كانت الأمم الإسلامية لم تنل كثيرا من ثوراتها التي قامت بها عقب الحرب ولم تبلغ كل حقوقها بعد ضحاياها الهائلة التي بذلتها، فلا شك في أن مكانتها قد ارتفعت درجات أمام الأمم الغربية فأصبحت وهي حاكمة لها تنظر إليها نظرة الاعتبار ولا يجول بخلدها أن ترهقها أو تثير لدى أهلها عاطفة الغضب، بل أنها على العكس تحاول جهدها أن ترضيها وإن كان ذلك في أغلب الأحيان بالقشور لا باللباب وبالمظهر دون الجوهر. | page_0004٤ (البلاغ الاسبوعى فى يوم الجمعة ١٤ يناير سنة ١٩٢٧) جامع في برلين جامع شيدته الحكومة الألمانية على نفقاتها في برلين تتودد الدول الغربية إلى المسلمين في أنحاء الأرض، ولا يغريها ضعفهم الحاضر ووقوع أكثر بلادهم تحت الاستعمار الغربي بأي شكل من أشكاله، لا يغريها ذلك بأن تستهين بشأنهم وتحسبهم كمية مهملة. ولقد زاد هذا التودد منذ الحرب العالمية خاصة، إذا أبلى المسلمون فيها بلاء حسناً وبرهنوا على أنهم قوة عظيمة سواء كانوا في جانب الحلفاء أو في جانب أعدائهم. ثم زادت مكانتهم بعد الحرب حين استيقظ الشعور الوطني في كافة الأقطار الإسلامية نهض المسلمون يطلبون حقوقهم المهضوم ويسعون إلى تبوأ مكانتهم اللائقة بهم وبحضارتهم وتاريخهم بين شعوب العالم. وإذا كانت الأمم الإسلامية لم تنل كثيرا من ثوراتها التي قامت بها عقب الحرب ولم تبلغ كل حقوقها بعد ضحاياها الهائلة التي بذلتها، فلا شك في أن مكانتها قد ارتفعت درجات أمام الأمم الغربية فأصبحت وهي حاكمة لها تنظر إليها نظرة الاعتبار ولا يجول بخلدها أن ترهقها أو تثير لدى أهلها عاطفة الغضب، بل أنها على العكس تحاول جهدها أن ترضيها وإن كان ذلك في أغلب الأحيان بالقشور لا باللباب وبالمظهر دون الجوهر. |