page_0012
Facsimile
Transcription
١٢ (البلاغ الأسبوعي في يوم الجمعة ١٤ يناير ١٩٢٧)
(صورة) قسم مرسى مطروح وبناؤه واقع لأمام المحافظة
(صورة) سجن مطروح وأمامه بعض عساكر البوليس العرب وبعض المساجين أحدهم وقور بلحيته
وأخيراً لم يتحمل الزوج أكثر فاستأذن منا وانصرف. وبعد نصف ساعة لحقناه وإذا هو رابض على سريره وبين يديه إناء يتقيأ فيه.
أخذنا في الضحك ولكن (بسخسخة) واقترح صديقي ان يتناول كل منا كاس كنياك فرضينا بحكم الظروف وجرع كل منا كأسه
جاع الزوج فالتهم تفاحتين وعنقود عنب وفيما هو يتناول الثاني صاح بزوجته "في عرضك ..." ثم أخذ يتقيأ فجاريناه نحن من باب المجاملة!!
مناورة غرق!
وفجأة وقفت آلات الباخرة وساد سكون رهيب. فقمنا على الفور مضطربي الحواس نقدم رجلا ونؤخر أخرى لنستطلع الخبر. وأنا اودع صديقي والمعارف الجدد وهم يودعونني والزوجة تترقرق في مآقيها العبرات. وزوجها يضمها إليه ويشجعها وهو يرتجف واسنانه تصطك. فكان منظره مغريا بالضحك. وعيناه زائغتان في منتصف وجهه ... ولكن من لنا بالضحك والبكاء أولى بنا...
وسمعنا وسط هذا السكون أصوات البحارة تتعالى. ولكنا لم نفهم منهم شيئاً فشجعتهم على الصعود لنتمكن من ركوب زورق النجاة أو ليكون عندنا الوقت الكافي لربط (كعكة الفل) حول أوساطنا وفعلا تماسكنا عند فكرة النجاة فأسرعنا في الصعود واذا بالباخرة تميل حتى لتكاد تنقلب يمنة ويسرة. وإذا بالزوج يركع ويصلي للعذراء أن تنجيه وتاخذ بيده
النجاة
وطرنا الى زورق نجاة كان مرفوعا الى ظهر الباخرة واحتللناه. جرى كل ذلك ونحن مشدوهون تحت تأثير فكرة الغرق ومر بنا أحد النوتية فساءلنا. لم نحن هكذا معلقين بين السماء والماء. فأجبتاه خوفاً من الغرق وطمعاً في النجاة فسألنا بدهشة. أي غرق لا سمح الله؟ فقال له الزوج بلهفة "مش احنا بنغرق" فاستلقى النوتي على قفاه من الضحك وأجاب "لا سيدي" فقال الزوج "أمال العدة وقفت ليه والمركب بتطوح زي اللي حيبلعها البحر" فأجاب "لان القبطان أراد أن يعمل مناورة وتمرين للبحارة حتى يكونوا على تمام الاستعداد وقت الطوارئ. أما تطوح المركب فهذا من علو البحر وهياجه"
اليابسة
وانبلج الصبح وكنا لما سمعنا أن البر ظهر قد أسرعنا الى ظهر الباخرة. فرأينا على بعد عدة كيلومترات جبلا طويلا ممتداً على حذاء الشاطئ فانتعشت نفوسنا واطمأنت قلوبنا....
مرسى مطروح
وبعد برهة بانت عدة منازل على الطراز الأوروبي في واد فسيح يعلوه من الجهة الجنوبية تل يرتفع نحو اثنين وعشرين مترا.
كان منظر البلد جميلا وجذابا للغاية فسرحنا فيه الطرف ملياً وظللنا مأخوذين والباخرة تتهادى داخل الميناء لتصل الى ... مكان مرساها
Notes and Questions
Nobody has written a note for this page yet
Please sign in to write a note for this page